الرئيسية

اللواء / حاتم البيباني يكتب حين تُصبح الشرطة المصرية نموذجًا دوليًا… ماذا تعني شهادة ترامب للعالم ولنا؟

اللواء / حاتم البيباني يكتب
حين تُصبح الشرطة المصرية نموذجًا دوليًا… ماذا تعني شهادة ترامب للعالم ولنا؟

حين يُشيد رئيس دولة كبرى كدونالد ترامب بالشرطة المصرية، ويقول إن «مصر دولة لا تعرف الجريمة تقريبًا»، فالأمر لا يمكن قراءته كعبارة مجاملة عابرة في لقاء دبلوماسي، بل كإشارة دولية إلى نجاح تجربة أمنية استطاعت أن تفرض احترامها على العالم في ظل منطقة تموج بالفوضى والاضطراب.

منذ سنوات، تخوض الشرطة المصرية معارك متوازية: معركة ضد الإرهاب، ومعركة من أجل فرض هيبة القانون، ومعركة ثالثة لا تقل أهمية، هي استعادة ثقة المواطن. ولأن الأمن لا يُقاس فقط بعدد القضايا أو انخفاض معدلات الجريمة، بل بمدى شعور المواطن بالأمان في بيته وشارعه ومدرسته، فإن إشادة ترامب – رغم رمزيتها – تعكس حقيقة أن مصر أصبحت نموذجًا للاستقرار الأمني وسط محيط مشتعل.

لقد دفعت الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ثمنًا باهظًا لتثبيت أركان الأمن، وأعادت بناء مؤسساتها الأمنية على أسس علمية وتدريبية متطورة، لتصبح منظومة الأمن المصري اليوم واحدة من أكثر الأجهزة كفاءة في المنطقة. ولا شك أن هذا التقدير الدولي، مهما كانت دوافعه السياسية، هو ثمرة لتضحيات رجال الشرطة الذين يواصلون الليل بالنهار من أجل الحفاظ على أمن الوطن والمواطن.

لكنّ الأهم من الإشادة ذاتها، هو ما تفرضه علينا من مسؤولية مضاعفة: مسؤولية الحفاظ على هذا المستوى من الأداء، وتطويره بالعلم والاحتراف، وبترسيخ ثقافة احترام الحقوق وسيادة القانون. فالشرطة التي تحمي الوطن، يجب أن تكون في الوقت نفسه الحارس الأمين لكرامة المواطن، والعين الساهرة التي لا تُغفل العدالة ولا تُفرّط في الإنسانية.

إننا نُقدّر أن إشادة ترامب تعني أن صورة مصر الأمنية في الخارج أصبحت عنوانًا للانضباط والاستقرار، لكننا ندرك أيضًا أن الأمن الحقيقي لا يُبنى فقط بالسلاح، بل بالثقة. الثقة التي تُزرع بين رجل الأمن والمواطن عبر حسن المعاملة، والمصداقية، والالتزام بالقانون دون تفرقة أو استثناء.

الشرطة المصرية لم تعد جهازًا يُنفّذ، بل مؤسسة تفكر وتُخطط وتُؤمّن وتُقدّر. ولذلك فإن أي شهادة دولية بقدرتها وكفاءتها هي تكريم لكل ضابط وجندي فقد زميلًا أو جُرح في سبيل الوطن. وإذا كانت كلمات ترامب قد لفتت أنظار العالم إلى نجاحنا الأمني، فإن واجبنا اليوم أن نثبت أن هذا النجاح ليس صدفة، بل ثمرة تخطيط ورؤية وجهد لا يتوقف.

ختامًا، تبقى إشادة ترامب بالشرطة المصرية شهادة دولية نعتز بها، لكنها في الوقت ذاته أمانة نُحاسَب عليها أمام الوطن والتاريخ. علينا أن نُترجمها عملًا يوميًا صادقًا، يُعزز ثقة المصريين في جهازهم الأمني، ويؤكد أن مصر، حقًا، بلد الأمن والأمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى