الرئيسية

طعنة غدر تسرق أحلام مصطفى… وتحرك قلوب رجال مباحث عين شمس

طعنة غدر تسرق أحلام مصطفى… وتحرك قلوب رجال مباحث عين شم


في لحظة صمت خانقة بدائرة قسم عين شمس، انقلبت أمسيات شارع الحرية إلى مأتم. شابٌ في مقتبل العمر، يُدعى مصطفى، كان يُدير محل البقالة الذي ورثه عن أسرته بابتسامةٍ تعوّد عليها الزبائن. لكن ابتسامة مصطفى خَبَت بعد مشادةٍ عابرة مع جارٍ اعتاد إثارة المشكلات، فكانت شرارةً أشعلت ناراً لم تُطفأ إلا بقطرة دمٍ جديدة على أرض الحي. عاد الجار فجرح الرقاب وخرق السكون، موجِّهاً طعنةً نافذة إلى رقبة مصطفى، لتضيع صرخاته بين دهشةٍ وحسرةٍ وغصةٍ في الحلوق.

تحرّكت غرفة عمليات النجدة، وانتقل المقدم مصطفي البلتاجي رئيسَ مباحث قسم عين شمس برتبة ، ليُرسل قوةً أمنيةً تُسابق الزمن إلى موقع البلاغ. هناك، وُجد مصطفى مسجّى، ودمه يخطُّ على الأسفلت قصة حزن لا تنتهي. تحريات المباحث أثبتت أن الخلاف عائدٌ لطريقة تعامل المتهم مع الزبائن في المحل، وأن المجني عليه حاول إبعاده مراراً، قبل أن يتربّص به الجاني ويُنهي حياته انتقاماً.

الرائد إسلام حرب – معاون المباحث الذي لم يغمض له جفن
على مدار ساعاتٍ متواصلة، طوّق الرائد إسلام حرب مسرح الجريمة بدقةٍ متناهية، وظل يُراجع شهادات الأهالي كلمةً كلمة.
استنطق كاميرات المراقبة المحيطة، ليعيد تركيب المشهد ثانيةً بدقة المحترف.
نسّق مع فرق البحث الميداني، فجاءت معلومةٌ خاطفة حدّدت مسار هروب المتهم في أقل من ٢٤ ساعة.
بفضل يقظته وإصراره، جرى ضبط الجاني متلبّساً بمحاولته الاختباء خارج نطاق الحي، لتبدأ رحلة العدالة.

الرائد أحمد حشاد – عرّاب الكمائن الخاطفة
خلال وقتٍ قياسي، رسم الرائد أحمد حشاد خريطة تحرّكات المحتملين على تماسٍ مع الجاني.
أشرف على نصب أكمنةٍ متحركة غيّرت مواقعها ثلاث مرات في الليلة الواحدة، حتى جعلت دائرة الخناق تضيق.
استخدم مصادره السرّية بحرفيةٍ عالية، فاستخرج تفاصيل دقيقة عن المتهم وسلوكه وساعات نشاطه.
وعندما حانت اللحظة، قاد القوة بنفسه ليلقي القبض على الجاني بلا طلقةٍ ولا مقاومة، متوّجاً الجهود بتسليمٍ ط freiwill done.

عقب الضبط، اعترف المتهم تفصيلياً بارتكاب الجريمة بدافع الانتقام، ليُحال إلى النيابة العامة التي انتدبت الطب الشرعي لتشريح الجثمان وبيان سبب الوفاة. صدر قرار بحبسه أربعة أيام احتياطياً، تلاه تجديدٌ لمدة خمسة عشر يوماً بقرارٍ من قاضي المعارضات، فيما تستكمل جهات التحقيق الاستماع إلى الشهود واستعراض الأدلة.

هكذا، تحرّكت العدالة بخطى واثقة، لكن قلب أمٍ فقدت فلذة كبدها لا يزال ينزف، وعين أبٍ تكاد تخاصم الدمع إذ يودّع نعش ابنه. تبقى الأغلال في يد القاتل، ويبقى شارع الحرية شاهداً على أن كلمةً جارحة قد تؤول إلى جرحٍ قاتل، وأن يقظة رجالٍ أقسموا على صون الأرواح قد تردّ للعائلات حقها، ولو بعد حين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى