الرئيسية

المقدم محمود خطاب.. ضابط بدرجة إنسان

المقدم محمود خطاب.. ضابط بدرجة إنسان

في زحام الحياة وضجيج الشكاوى، وفي دوامة الورق والأختام والطوابير الممتدة، قليلون هم أولئك الذين لا يُنسونك أنك إنسان… قليلون جدًا من يحتفظون بابتسامتهم في وجه العناء، ويُحسنون الاستماع في زمن الضجيج، ويحولون الشكوى إلى راحة، والتعب إلى امتنان.

في وحدة مرور فيصل، حيث اعتاد المواطن أن يحمل همّ الإجراءات قبل أن يخطو بقدمه داخل الأبواب، ستجد شيئًا مختلفًا يحدث هناك… ستشعر من الوهلة الأولى أن هناك من يعيد لهذا المكان روحه، ويمنحه من قلبه نبضًا جديدًا… إنه المقدم محمود خطاب.

حين تدخل مكتبه، لا تُقابلك الأوراق ولا الملفات ولا نظرات الاستعلاء الباردة، بل تستقبلك ابتسامة حانية صادقة، تُشعرك أن الأمر لا يتعلق بضابط مرور يؤدي واجبًا وظيفيًا، بل برجل اختار أن يكون إنسانًا أولًا، قبل أن يكون مسؤولًا.

وجهه لا تُرهقه التفاصيل اليومية المتعبة، وصوته لا يعرف القسوة، ونبرته لا تتعالى على أحد… رجل يُحسن الإنصات، ويُتقن فن الاستيعاب، ويُجيد قراءة الوجوه والقلوب قبل أن يقرأ الأوراق والطلبات.

لا يحب العزلة خلف الجدران، ولا يختبئ في ظل المكيفات… بل تراه جالسًا خارج مكتبه، بين المواطنين، يواجه حر الصيف وبرد الشتاء، فقط ليكون قريبًا ممن يحتاجون إليه… لا يتردد في النزول بنفسه لفحص شكوى، أو الاطمئنان على حالة، أو توجيه موظف لإنهاء طلب معلق.

يحترم كبير السن، ويعامل الجميع كأنهم أهل لا مترددين… كلمته الطيبة تُوازي توقيعه، واهتمامه بالتفاصيل الصغيرة يصنع فرقًا كبيرًا في نفوس البسطاء.

في زمن أصبح فيه الحصول على “معاملة محترمة” أمنية لدى البعض، المقدم محمود خطاب يقدم هذه المعاملة كحق أصيل لا يحتاج إلى توصية، ولا يعرف التمييز بين الناس… فالكل عنده سواء في الاحترام، وفي التقدير، وفي الإنصاف.

الضابط الذي اختار أن يكون حاضرًا بقلبه قبل حضوره بسلطته

المقدم محمود خطاب ليس مجرد رئيس لوحدة مرور، بل هو نموذج نادر لضابط يعرف جيدًا أن الأمن لا يتحقق فقط بتطبيق القوانين، بل بالرحمة التي تسبقها، وبالاحترام الذي يُرافقها، وبالضمير الذي يُنهيها.

لا يجلس في مكتبه منتظرًا التقارير، بل يخرج للناس بنفسه، يتفقد ويتابع، ويُذلّل العقبات بابتسامته أولًا، ثم بإجراءاته الحاسمة… يعرف كل زاوية في الوحدة، وكل وجع في حديث المترددين، ويتدخل بصدق في كل موقف يستحق.

كثير من المواطنين خرجوا من عنده وهم يرددون: “ربنا يكرمك يا باشا”، ليس فقط لأنه أنهى لهم إجراء، بل لأنه أحسن إليهم إنسانيًا قبل أن يُنجز لهم وظيفيًا… وهذا الفارق هو ما جعل اسمه يتردد خارج أسوار المرور، ويصل إلى قلوب الناس قبل أن يدوَّن في تقارير الداخلية.

كبار السن يبادلونه الدعاء، وأصحاب الشكاوى يجدون عنده الأمل، والموظفون يرونه قائدًا يُعلِّمهم بفعله قبل أن يُوجههم بكلامه… إنه ضابط يعرف أن الكرسي لا يرفع صاحبه، بل صاحبه هو من يرفع قيمة الكرسي.

وفي وسط مناخ إداري صعب، وملفات يومية لا تتوقف، ما زال محمود خطاب يحافظ على قيمته كضابط محترف، وقيمته كإنسان راقٍ… لا يسمح أن يُغلق الباب في وجه أحد، ولا يسمح أن يُهان صاحب طلب، ولا يرضى أن يشعر مواطن بأنه مهمل أو منسي.

الاحترام.. عنوان الرجل

المقدم محمود خطاب أعاد لوحدة مرور فيصل وجهًا ناصعًا، ورسم فيها نموذجًا يحتذى… أثبت أن السلطة لا تُجرد الإنسان من مشاعره، بل تمنحه فرصة ليكون أقرب للناس، وأكثر نفعًا لهم.

هو ذلك النوع من الرجال الذي لا تُقاس قيمته بالرتبة ولا بعدد السنوات في الخدمة، بل بقيمة الأثر الذي يتركه في الناس… وكم من ضابط لم نعرف اسمه، لكنه ترك فينا أثرًا لا يُنسى… ومحمود خطاب من هؤلاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى