العميد أحمد الدهان ..ضابط من طراز فريدفي قلب القاهرة، حيث تتصارع عنالسيارات مع الزمن، وتختنق الشوارع بالضجيج والازدحام، يقف رجلٌ بملامح حازمة وعينٍ لا تغفل عن التفاصيل.. إنه **العميد أحمد الدهان**، مدير مرور منطقة مرو الشمال، والمسؤول عن بعض أكثر المناطق تحديًّا في العاصمة: **الأزبكية، وعايدين والسبتية
**. في أماكنٍ يعتبرها الكثيرون “مستحيلة المرور”، نجح هذا القائد بحنكته الأمنية وإصراره على تطبيق القانون أن يكتب قصة نجاحٍ مختلفة، قائمة على **الحزم، والإبداع، والإنسانية**.
ما يميز العميد الدهان ليس فقط منصبه، بل **تواجده الدائم في الميدان**، حيث يترك مكتبه ويخرج إلى الشارع، يقف بجوار ضباطه، يوجه، يتابع، ويشارك في الحملات الأمنية بنفسه. إنه لا يؤمن بالقيادة من خلف المكاتب، بل يعتبر أن **الشارع هو ساحة المعركة الحقيقية**، وأن انفراجة المرور لن تتحقق إلا بوجود القائد وسط رجاله، يكافح معهم تحت أشعة الشمس الحارقة، وفي زحام الساعات الذروة.
ولعل أبرز ما حققه هذا الرجل هو **القضاء على مافيا الميكروباص وأتوبيسات النقل العام**، الذين لطالما استهانوا بالقانون، فوقفوا في الصف الثاني، وتعمدوا إحداث فوضى مرورية. لكن الدهان لم يترك لهم مجالًا للهروب من العقاب؛ فبحزمه وعدالته، جعل من الشوارع مكانًا أكثر انضباطًا، وأقل فوضى. **لم يعد هناك مكان لأولئك الذين يستهترون بحياة المواطنين أو يعطلون حركة المرور**، لأن القانون – في عهده – يُطبق بلا استثناء.
لكن الحزم وحده لا يكفي؛ فالعميد الدهان يُدرك أن **المرور الناجح يحتاج إلى عقلية إبداعية**، فاستخدم تخطيطًا ذكيًّا، وتغييرات تكتيكية في إشارات المرور وتنظيم الحركة، مما أدى إلى **انسيابية غير مسبوقة** في مناطق كانت تُوصف بـ”الكابوس المروري”.
وراء كل هذه الإنجازات، هناك **إنسانٌ يؤمن بأن الخدمة العامة رسالة**، لا مجرد وظيفة. إنه يعامل المواطنين باحترام، ويستمع إلى شكواهم، ويبحث عن حلولٍ لا تعتمد على العقوبات فقط، بل على **التوعية والتوجيه**. هكذا أصبح العميد أحمد الدهان **نموذجًا للضابط الذي يجمع بين القوة والرحمة، بين الحزم والإنسانية**، ليُثبت أن التغيير ممكنٌ حين يكون هناك إرادة، وإخلاص، وقائدٌ لا يخشى أن يكون حيث يجب أن يكون: **في قلب المعركة**.
