«وائل خفاجي… الطبيب الذي يُعالج بالطمأنينة لا بالأدوية»
«وائل خفاجي… الطبيب الذي يُعالج بالطمأنينة لا بالأدوية

في مدينة نصر.. هناك طبيب يُعيدك إلى الحياة دون أن يكتب لك دواء!
في عالمٍ ازدحمت فيه الضغوط.. وتاهت فيه النفوس بين القلق والاكتئاب والخوف من الغد، يسطع اسم الدكتور وائل خفاجي كنقطة ضوء في طريقٍ مظلم، وكواحة راحة في صحراءٍ من الصخب.
هو ليس طبيبًا عاديًا، بل حالة إنسانية فريدة .. ترى الطب النفسي لا كعلاجٍ بالعقاقير بل كفنٍ في الإنصات وطمأنة الأرواح.
في عيادته الهادئة الواقعة في مدينة نصر – ١٩ شارع أحمد الزمر، الحي العاشر.. أمام شاورما أبو مازن ميدان الحي العاشر.. لا تسمع أصوات المرضى ولا ضجيج الانتظار.. بل تشعر بأنك دخلت إلى مساحة من السلام الداخلي.
وجهه الهادئ وصوته الدافئ يبددان القلق من اللحظة الأولى.. فتشعر أنك لا تجلس أمام طبيب.. بل أمام صديقٍ يفهمك دون أن تتكلم كثيرًا.
الدكتور وائل خفاجي نائب مدير مستشفى الصحة النفسية بالعباسية اختار أن يجعل من الطب النفسي رسالة راقية لا مجرد مهنة.
فهو لا يركض وراء الأدوية كما يفعل الكثيرون.. بل يؤمن أن الكلمة الطيبة قد تُغني أحيانًا عن العقار.. وأن الطمأنينة الصادقة أقوى من أي وصفة طبية.
يقول دائمًا لمريضه:
> “مش كل ألم محتاج دواء… أحيانًا محتاج حد يسمعك ويصدقك.”
ولذلك لا يلجأ إلى الدواء إلا في الضرورة القُصوى.. حين يكون الألم أعمق من الاحتمال، وبعد أن يمنح المريض فرصة لأن يكتشف نفسه من جديد.. ويستعيد توازنه بروية ودفء.
كل من جلس أمامه شعر بأن قلبه أخف.. وأن الهمّ الذي كان يخنقه بدأ يذوب بكلمة.. أو بابتسامة.. أو حتى بصمتٍ مطمئن.
فهو الطبيب الذي يعالج بالطمأنينة قبل الأقراص وبالإنصات قبل التحليل .. وبالرحمة قبل التشخيص.
في نظر مرضاه.. هو ليس فقط طبيبًا نفسيًا.. بل ملجأ آمن لكل من تاه عن نفسه.
من يدخل عيادته خائفًا يخرج مطمئنًا.. ومن جاء محبطًا يعود مبتسمًا.. ومن ظن أن الحياة انتهت يجد نفسه يبدأ من جديد.
لقد جعل وائل خفاجي من مهنته رسالة إنسانية.. ومن كل مريضٍ قصة نجاح.
يمنح الوقت دون تذمر.. والإصغاء دون ملل.. ويزرع الأمل في أكثر اللحظات قسوة.
حتى الذين لم يتعاملوا معه من قبل.. يكفي أن يسمعوا اسمه ليشعروا بالثقة في هذا الطبيب الذي جمع بين العلم والضمير.. وبين الإنسانية والمهنية.
هو الطبيب الذي يذكرك بأن الشفاء يبدأ حين نجد من يفهمنا… لا من يحكم علينا.
ولذلك أصبح اسمه عنوانًا للراحة النفسية في مدينة نصر.. وملاذًا لكل من يبحث عن علاجٍ مختلف… علاجٍ بالكلمة.. بالرحمة.. وبالإنسانية.
في زمنٍ امتلأ بالضجيج والأقنعة والسرعة، يظل الدكتور وائل خفاجي نموذجًا للطبيب الذي ما زال يؤمن أن الطب رسالة قبل أن يكون وظيفة، وأن الإنسان أهم من الدواء.
هو الطبيب الذي لا يكتب علاجًا قبل أن يمنحك الأمل، ولا يصف دواءً قبل أن يطمئن روحك.
وإن سألت مرضاه عن السبب الذي يجعلهم يثقون فيه، سيقولون ببساطة:
> “لأنه بيعالجنا من غير ما يدوينا… بيعالجنا براحة قلبه.”




