ياسمين وليد فاروق .. زهرة التفوق التي روتها دماء الانضباط.. حوار خاص مع الأولى على الشهادة الثانوية العامة “

ياسمين وليد فاروق .. زهرة التفوق التي روتها دماء الانضباط.. حوار خاص مع الأولى على الشهادة الثانوية العامة

في زمنٍ تتشابك فيه التحديات، ويبحث الآباء عن بارقة أمل في أبنائهم، سطعت نجمة جديدة في سماء التفوق، فتاة بعمر الزهور، تحمل ابتسامة هادئة لكنها خلفها إرادة من حديد. إنها ياسمين وليد فاروق ، الأولى على الشهادة الثانوية العامة بإدارة شرق مدينة نصر ، بمجموع 305 من 320، من مدرسة هارفرد مصر الخاصة لغات .
في هذا الحوار الإنساني الخاص، فتحت لنا ياسمين نجلة الكاتب الصحفي بالأهرام وليد فاروق .. قلبها، وتحدثت بعفويتها الرقيقة، لنكتشف معها سرّ هذا التميز اللافت، ومن كان وراء مشوارها المليء بالنجاحات الصغيرة التي أثمرت هذا التتويج الكبير.
في البداية.. كيف تلقيتِ خبر حصولك على المركز الأول في الثانوية العامة؟
بصوت يرتجف من الفرحة قالت:
“كنت حاسة إني تعبت وذاكرت، بس مكنتش متخيلة النتيجة تبقى كاملة! أول ما شوفت اسمي ضمن الأوائل، قلبي دق بسرعة، جريت على ماما وبابا وفضلنا نعيط من الفرحة… كان إحساس لا يوصف، لحظة عمري ما هنساها.”
مين أكتر حد ساعدك توصلي للمرحلة دي؟
“بابا أول واحد لازم أتكلم بابا الكاتب الصحفي وليد فاروق ، مش بس بابا، ده القائد اللي علمني يعني إيه نظام، واحترام الوقت، وتحمل المسؤولية. هو كان دايمًا بيقوللي: اتعبي دلوقتي علشان تفرحي بعدين.
رغم طبيعة شغله كاتب صحفي ، كان دايمًا بيحاول يكون جنبي، يسألني عن دروسي، ويشجعني حتى لو كان راجع من شغل صعب.”
ودور والدتك في رحلتك الدراسية؟
“ماما كانت حضني وقت التعب، كانت صاحبة بالليل وقت المذاكرة، وكانت دايمًا بتذاكر معايا وتحفزني. كل مرة كنت بقول تعبت، كانت بتقول لي: النجاح مش سهل، بس انتي قدّه.
ماما هي اللي علّمتني أحلم، وبابا علّمني أحوّل الحلم لحقيقة.”
هل واجهتي صعوبات خلال الثانوية العامة؟
“أكيد، خصوصًا مع ضغط الدراسة وكثرة المواد. في أيام كنت بحس إن الوقت مش مكفي، وإني مش هعرف أذاكر كل حاجة. لكن كنت دايمًا أفكر في هدفي وأقول لنفسي: اللي بيتعب لازم ينجح.
وكان عندي دعم من مدرستي كمان، الأساتذة ماكانوش مجرد معلمين، كانوا بيساعدوني كأنهم أهلي.
إيه أكتر مادة كنتِ بتحبيها؟ وإيه المادة اللي كانت صعبة؟
“بحب الإنجليزي جدًا، بحسه ممتع وسهل، يمكن عشان بحب أسمع وأقرأ كتير.
أكتر مادة كانت بتتعبني شوية هي العلوم، خصوصًا في التجارب والتفاصيل الدقيقة، بس الحمد لله قدرت أعدّي كل الصعوبات بفضل ربنا ومجهودي.”
إيه حلمك في المستقبل؟ نفسك تبقي إيه؟
“نفسي أكون دكتورة قلب… علشان أنقذ قلوب الناس، ونفسي أفرّحهم زي ما فرّحني لما شاف نتيجتي.”
إيه الرسالة اللي تحبي توجهيها لكل الطلبة اللي لسه بيبدأوا مشوارهم؟
“متستسلموش.. حتى لو حسيتوا إن الدنيا ضاغطة، خلي عندكم حلم وامشوا وراه. النجاح مش بييجي في يوم، لكن كل يوم هتتعبوا فيه هو خطوة أقرب لهدفكم.
خلي باباكي ومامتك هما دايمًا ظهرك وسندك، واستفيدوا من كل كلمة بيقولوها.”
كلمة أخيرة..؟
“أنا فخورة بنفسي، وفخورة بإن عندي أب كاتب صحفي كبير بجريدة الأهرام ، وأم عظيمة، وبوعدهم إني دايمًا هكون عند حسن ظنهم، وهفضل أحقق اللي بيتمنوه.”
بهذا الحوار، نكتشف أن النجاح لا يولد صدفة، بل يُبنى يومًا بعد يوم، بدموع التعب، وسهر الأمهات، ودعوات الآباء، وقلوب صغيرة تصر أن تصبح كبيرة بأنجازاتها ..الآن، تُعلن بصوت التفوق:
“أنا الحلم اللي اتحقق.. وأنا لسه في البداية!”